الجن
الجنّ في اللغةِ اسمٌ، يعودُ أصله إلى الفعل: جَنَّ، بفتح الجيم، وتشديد النون وفتحها، والمفرد المذكر منها: جِنِّيّ، والمفرد المؤنت منها: جِنِّيَّة، ولفظ الجن اسمُ جمعٍ لكلمة الجَانّ، وجَنَّ بمعنى: استتر وغطى، ومثال ذلك قول الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: “فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ” صدق الله العظيم 1)، فالجنُّ هو مخلوق خلقه الله -سبحانه وتعالى- لعبادته وحده، فقد قال الله في كتابه الكريم: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” صدق الله العظيم 2)أسباب الإصابة بمس الجن العاشق
يُعدُّ الجن العاشق واحدًا من أنواع الجن التي يمكنُ أن تُسيطر على حياة الإنسان، خاصّة المرأة، ولا يُمكنُنا إنكاره؛ وذلك بدليل ما جاء في كتاب الله من آيات تُؤكّد على وجوده، ومن أسباب الإصابة بمس الجن العاشق ما يأتي:- خلع الملابس دون ذكر اسم الله، ودون الاستعاذة من الشيطان الرجيم، فيكون المرء أمام مجتمع الجن مرئيًّا، بحيث لا يوجد بينه وبينهم سدّ، فيمعنونَ النّظر إليه دون ستار.
- يمتلك الجن العاشق القدرة على اقتحام جسد المرء إن أعجب به أو أحبه.
- استخدام دورة المياه دون ذكر دعاء دخول الحمام وهو: “أعوذ بالله من الخبث والخبائث”، إنّ أهمّ منزلٍ للجن العاشق هو الحمام؛ إذ يفترسُ الإنسان وهو عريان فيعجب بجسده ويدخل به.
- إهمال الالتزام بأذكار الصباح والمساء وأذكار ما قبل النوم.
- الاستحمام دون الاستعاذة بالله -عز وجل- من الشيطان الرجيم.
- إطالة النظر إلى المرآة، إذ إنّ الجن العاشق غالبًا ما يتصور في المرايا.
- النوم منفردًا في غرفة معتمة غير مضاءة. 3)
أعراض الجن العاشق
ينبغي التمييز ما بينَ مسّ الجن وبين الحسد والعين، حيث إنّ لكل واحد منها أسبابًا وأعراضًا تختلف عن الأخرى، وهناك الكثير من الأعراض التي تظهر على الإنسان المصاب بمس الجن العاشق، ومن أهمها ما يأتي:- الابتعاد عن الدين و الصلاة.
- النفور عند سماع القرآن الكريم.
- الحزن وضيق في التنفس وسرعة الانفعال لأي سبب، والرجوع بعدها كأنّ شيئًا لم يكن.
- الشك في كل شيء والوسواس والنسيان.
- ملازمة الكوابيس للمصاب.
- عدم ذكر الله و الاستغفار و الاستعاذة من الشيطان الرجيم.
- عدم العناية بالنظافة الشخصيّة، مثل قلة الاستحمام والطهارة.
- التنميل في اليدين والقدمين.
- كثرة الوسواس.
- الصدود، وهو الصدد عن ذكر الله -سبحانه وتعالى- والتكاسل عن الصلاة وعن سائر الطاعات مع الكسل والخمول في أداء الواجبات المنزلية والتثاقل منها.
- الاحتلام بشكل مستمر دون انقطاع خلال فترات الاستيقاظ وأثناء النوم.
- الشعور بكافة مراحل الممارسة الجنسية أثناء النوم دون وجود رفيق ملموس. 4)
طرق التخلص من الجن العاشق
هناك أمور كثيرة يمكن اتباعها للعلاج من مس الجن العاشق، ومنها أن
يحصظذن المسلم نفسه، وذلك بالمواظبة على الطهارة والصلاة والاستماع إلى الرقية الشرعية وآيات من القرآن الكريم بشكلٍ يوميّ، مع الحرص على عدم النوم بغرفة منعزلة؛ وهذا كلُّه من شأنه إضعافُ قوّة الجن، حيث إنّ العلاج الرئيسَ للتخلّص من الجن العاشق هو كلام الله -سبحانه وتعالى-، ومن أهم الأمور التي يجب مراعتها لحفظ النفس من شر الجن العاشق ما يأتي:
- قراءة آية الكرسي قبل النوم: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ”. 5)
- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة.
- المداومة على قراءة أذكار الصباح والمساء: فعن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ”. 6)
- المداومة على قول: “لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” مائة مرة صباحًا ومساءً.
- الإكثار من الاستعاذة من الشيطان الرجيم.
- الإكثار من الصلاة على النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- تطييب البدن بالمسك أو بأي نوع من أنواع الطيب، مع دهن ما بين السرَّة والركبة للزيادة في تنفير الشياطين عنها، قال ابن القيم -رحمه الله-: “وفي الطِّيب من الخاصية: أنَّ الملائكة تُحبه، والشياطين تنفِرُ عنه، وأحبُّ شيءٍ إلى الشياطين: الرائحةُ المنتنة الكريهة، فالأرواحُ الطيبة تُحِبُّ الرائحة الطيبة، والأرواحُ الخبيثة تُحِبُّ الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها، فالْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ”.7)
المراجع
1. | ↑ | [سورة الأنعام: الآية 76] |
2. | ↑ | [سورة الذاريات: الآية 56] |
3. | ↑ | كيف أتخلص من مس الجني العاشق؟، “www.islamweb.com”، اطُّلعَ عليه بتاريخ 16-7-2018، بتصرف |
4. | ↑ | من أعراض المس، “www.islamweb.net”، اطُّلعَ عليه بتاريخ 16-7-2018، بتصرّف |
5. | ↑ | صحيح البخاري |
6. | ↑ | رواه أبو داود والترمذي وغيره |
7. | ↑ | هل ثمة ما يسمى “مس العشق” أو سحر العشق” وما هي عراضه وكيف علاجه؟، “www.islamqa.info”، اطُّلعَ عليه بتاريخ 16-7-2018، بتصرف |
0 تعليقات
لو عندكم اسئلة تفضلوا بطرحها هنا